DCSIMG
Skip Global Navigation to Main Content
المقالات

أوباما: كيري هو "الاختيار المثالي" لمنصب وزير الخارجية

بقلم ستيفن كوفمن | المحرر في موقع آي آي بي ديجيتال | 26 كانون الأول/ديسمبر 2012
الرئيس أوباما والسيناتور جون كيري (صور أ.ب.)

أوباما يقول إن كيري (إلى اليمين) لعب دورًا محوريًا في كل قضية سياسة خارجية أميركية طوال قرابة 30 عامًا.

واشنطن— أعلن الرئيس أوباما أنه رشح عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوستس، جون كيري، ليكون وزير الخارجية القادم. وحالما يصادق مجلس الشيوخ على تعيينه، سيصبح كيري أرفع دبلوماسي أميركي خلال الولاية الثانية لحكومة الرئيس أوباما.

وقد أفصح الرئيس عن اختياره هذا في البيت الأبيض يوم 21 الجاري مبلغًا الصحفيين المراسلين أن عمل كيري الطويل في الخدمة العامة أكسبه احترام وثقة زعماء العديد من دول العالم. وقد شغل كيري رئاسة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ على مدى السنوات الست الماضية، كما تبوأ مقعدًا في هذه اللجنة منذ انتخابه عضوا في مجلس الشيوخ في 1984.

جدير بالتنويه أيضًا أن كيري محارب سابق في حرب فيتنام وحاز على أوسمة عسكرية. وفي عام 2004 كان مرشح الحزب الديمقراطي لرئاسة البلاد.

وعن السناتور كيري، قال الرئيس أوباما ما يلي: "إنه لن يحتاج للكثير من التدريب على الوظيفة (وزير الخارجية) وأعتقد أنه يجوز لي القول إن قلة من الأفراد يعرفون ذلك العدد من الرؤساء ورؤساء الحكومات أو يفهمون سياساتنا الخارجية بالعمق الذي لدى جون كيري. وهذا يجعله خيارًا مثاليًا لإرشاد الدبلوماسية الأميركية في السنوات القادمة."

وبمقتضى الدستور الأميركي، يرشح الرئيس كبار المسؤولين الحكوميين مثل الوزراء والقضاة الفدراليين والسفراء "بمشورة ونصح" مجلس الشيوخ. وفي العادة يمارس مجلس الشيوخ هذه الصلاحية بعقده جلسات استماع على مستوى اللجان لتثبيت تعيين المسؤولين حيث يقوم أعضاء مجلس الشيوخ بمساءلة المرشحين، ويناقشون مؤهلاتهم قبل أن يرفعوا تقريرًا يتضمن توصياتهم بالموافقة (أو عدمها) على تعيين المرشح إلى مجلس الشيوخ بكامل أعضائه.

وحالما يصدر هذا التقرير يبدأ مجلس الشيوخ بأعضائه الـ100 ببحث ومناقشة الترشيح ويصوت إلى جانب أو ضد التعيين. وإذا صوتت غالبية الأعضاء بتثبيت التعيين يتم قبول الترشيح.

وقال الرئيس أوباما إنه واثق من أن مجلس الشيوخ سيثبت تعيين كيري على وجه السرعة وإذا تم ذلك سيضطر كيري لاعتزال مقعده في مجلس الشيوخ، ويقوم حاكم ولاية ماساتشوستس، ديفال باتريك، بتعيين عضو مؤقت قبل إجراء انتخابات خاصة لشغل المقعد الشاغر في فترة ما بين 145 و160 يومًا بعد انصراف كيري.

وأشار أوباما إلى أنه على مدى السنوات الأربع الماضية "بدأت حكومته حقبة جديدة من الزعامة الأميركية" بإنهائها الحرب في العراق وتعزيز تحالفات الولايات المتحدة العالمية ومناصرة كرامة الإنسان حول العالم. ومضى قائلا: "من الإنصاف القول إنه (كيري) سيشهد بعض التحديات الجسيمة مستقبلا وسيظل هناك عالم يشوبه عدم اليقين يضع أمتنا على المحك. لكن الولايات المتحدة باتت أكثر أمنًا وقوة واحترامًا حول العالم" مع بداية ولايته الثانية.

ونوه الرئيس أوباما بأن السناتور كيري لعب دورًا محوريًا في كل قضية رئيسية للسياسة الخارجية الأميركية طوال قرابة 30 عامًا، ثم أردف قائلا: "في الوقت الذي نطوي صفحة حرب طوال عقد فإن كيري يعي أن علينا توظيف جميع عناصر القوة الأميركية وضمان أن هذه العناصر تعمل مترافقة؛ وهي عناصر مثل الدبلوماسية والتنمية، والاستخبارات والشؤون السياسية والاقتصادية والعسكرية، وقوة القيم التي تلهم العديد من الشعوب حول العالم."

وإذا تمت المصادقة على تعيين كيري فإنه سيخلف وزيرة الخارجية الحالية هيلاري كلينتون التي أعلنت في وقت سابق من هذا العام أنها ستعتزل منصبها بنهاية ولاية الرئيس أوباما الأولى.

وقالت كلينتون في بيان يوم 21 الجاري إن أوباما "قام باختيار ممتاز" بانتقائه كيري وإن السناتور كيري اختبر في أوقات الحرب وفي الحكومة وفي العمل الدبلوماسي. واستطردت قائلة: ""مرة تلو أخرى، أثبت (كيري) رباطة جأشه وقوة شكيمته."

وإلى جانب خبرته في لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ، أشارت كلينتون إلى أن حكومة أوباما كلفت السناتور كيري بالقيام "بمهمات دبلوماسية حرجة وإيصال رسائل صعبة" لزعماء أجانب.

وأضافت: "كما تعلمت، إن قدرته على الكلام بصراحة كشخص كسب الإنتخابات وخسرها هي بمثابة كنز هائل حينما يتعاطى مع ديمقراطيات ناشئة أو هشة"، وذلك في معرض إشارتها إلى حقيقة أن كيري سعى بدون نجاح للترشح للرئاسة الأميركية.

وأكدت كلينتنون أن كيري "سيستحضر قيادة رفيعة المستوى" كأرفع دبلوماسي أميركي وأن خبرته مطلوبة في زمن تواجه فيه الولايات المتحدة تحديات بالغة الأهمية مثل نقل مسؤوليات الأمن في أفغانستان، ومنع الإنتشار النووي، والتغير المناخي، والنهوض بكرامة الفرد والتنمية الاقتصادية حول العالم.